دكتور/ سامبا كامارا أستاذ مساعد في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، وهو أحد المتخصصين في التقليد والأدب الشفاهي في غرب إفريقيا، ويحاولُ من خلال أعماله أن يتعرَّف على التقاطعات بين ما هو ديني وما هو دنيوي في الثقافات الشائعة في المجتمعات السوداء المسلمة في إفريقيا. دكتور/ سامبا هو الباحث المساعد الرئيس في مشروع رقمنة الأرشيفات المعرضة للخطر (EAP1245)، وبحثُه بعنوان «رقمنة النصوص الإسلامية باللغة البولارية: ستةُ أرشيفات لعائلات تال». ويعكف دكتور/ سامبا حاليًّا على العمل في دراسةٍ مُستقاةٍ من رسالة الدكتوراه الخاصة به، واسمها مبدئيًّا «تسجيل السيادة القومية في فترة ما بعد الاستعمار: الإسلام والموسيقى الشعبية في السنغال».
ملخص الورقة البحثية: تجميع ورقمنة المخطوطات العربية والبولارية من عائلات تال في السنغال وجنوب غرب مالي
تُرَكِّزُ الدراساتُ الحالية حولَ الإسلام في السنغال على التأثير السياسي للطرق الصوفية الأربعة القوية في البلاد – وهي: القادرية، والتيجانية، والموريدية، واللايينية – على نتائج الانتخابات وسياسات البلد. أما الأبحاثُ القليلة التي أُنتِجَت مُؤَخَّرًا، فتُرَكِّزُ حصريًّا على الأدبيات الإسلامية باللغة الوُلوفية، وتُغفل عملًا أدبيًّا إسلاميًّا رائدًا مهمًّا باللغة البولارية، يمتدُّ تأثيرُه الثقافي إلى خارج الحدود الوطنية. كان الناطقون باللغة البولارية أولَ من أعتنق الإسلامَ في السنغال، وظلُّوا لقرونٍ يستخدمون خط «البولاري العجمي» (وهو حرفٌ عربي يُستخدَم في رسم اللغة البولارية). كتب هذه النصوصَ مؤلفون مسلمون محليون تابعون لفرع الطريقة التيجانية، التي تأسست تاريخيًّا على يد أحمد التيجاني الجزائري المولد، وانتشرت في غرب إفريقيا على يد عمر تال (نحو 1796-1864)، وذريته في كلٍّ من السنغال ومالي وغينيا. يهدفُ المشروع الحاليُّ إلى رقمنة ما يصل مجموعُه إلى 6 آلاف صفحة من النصوص في السنغال ومالي، استنادًا إلى التعليمات التوجيهية لبرنامج الأرشيفات المعرضة للخطر التابع للمكتبة البريطانية، وهو الجهة المُموِّلة للمشروع. نهدفُ من خلال هذه الورقة إلى تقديم توصيفٍ مُوجَز لنحو 4 آلاف صفحة من المخطوطات العربية التي جمعناها ورَقْمَنّاها حتى الآن. يسمحُ هذا المشروعُ، من خلال استهداف هذه المصادر النادرة، بإتاحة الوصول إلى موادَّ نادرةٍ، آملين من وراء ذلك أن نُسهمَ في تسهيل دراسة الإسهام الفكري لإفريقيا المسلمة في حضارة العالم، وأيضًا تيسير دراسة الأدبيات واللغات والخصائص اللغوية الإسلامية. وقد تُسهم رقمنة المخطوطات كذلك في توفير معلومات مهمة حولَ الفكر والثقافة الإسلامية الإفريقية، والتي تُوَجَّهُ إليها في الوقت الراهن سهامُ النقد؛ بسبب زيادة الخطاب المعادي للمسلمين.