تعمل ماري مينيكا حاليًا رئيسة قسم الحفظ في دار الوثائقِ والسجلات في كيب الغربيَّة، كيب تاون بجنوب إفريقيا. وهي عضو في مشروع مخطوطات تمبكتو في جنوب إفريقيا؛ وتشارك في رحلات الأعمال الميدانية السنويَّة بداية من (٢٠٠٣-٢٠٠٩)؛ وتدريب متخصصي الصيانة الماليِّينَ؛ والاستعدادات اللازمة لإقامة معرض متنقل لمخطوطات تمبكتو (النص والمعرفة ، ٢٠٠٩). درست ماري صيانة الكتب والوثائق في كلية جيلدفورد للتكنولوجيا (جيلدفورد، مقاطعة سري، المملكة المتحدة، ١٩٩١-١٩٩٣). وحصلت أيضًا على دبلوم في دراسات المكتبات والمعلومات (كيب تكنيكون، كيب تاون، ١٩٨٨-١٩٩٠)؛ وشهادة البكالوريوس (٢٠٠٣، يونيسا)، وهي مشغولة حاليًا بالعمل من أجل الحصول على مرتبة الشرف في الأنثروبولوجيا من جامعة جنوب إفريقيا (يونيسا). وقد شاركت ماري في برامج التدريب بأقسام الحفظ في متحف التاريخ الألماني (برلين، ألمانيا) في عام ١٩٩٢، ومكتبة الكونجرس (واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكيَّة) في عام ٢٠٠١، وتطوَّعت في مكتبة سيميناريو برباريجو (مونتيفياسكوني، إيطاليا) في عام ١٩٩٣.
وقبل التحاق ماري بالعمل في دار الوثائق، عَمِلَت خبيرةَ صيانة ممارسة في مركز الصيانة التابع لبرلمان جنوب إفريقيا (١٩٩٤-٢٠٠٧)؛ وعَمِلَت محاضرًا مشاركًا لتدريس أحد المناهج حول العناية بمجموعة الكتب والورق في أولى برامج الدراسات العليا في جنوب إفريقيا، والتي تُعنى بحفظ التراث الثقافي المادي في جامعة بريتوريا (٢٠١٩).
ملخص الورقةٌ البحثية: المرمِّم ودوره كاتبًا للسير الثقافية: استعادة قصص حياة المخطوطات الإفريقية عبر الصيانة
برغم الجهود المضنية المبذولة لرقمنة مجموعات المخطوطات في إفريقيا من أجل الحفاظ عليها، إلا أنَّ الحفاظ على الطابع المادي الفريد لتراث المخطوطات في إفريقيا يظل أمرًا حتميًّا؛ إذ تؤدي المقتنيات المادية دورًا كبيرًا في تشكيل المجتمع الإنساني. إن البشر لا يصنعون المقتنيات ويستخدمونها فحسب، وإنما ينسبون إليها أيضًا معنى وقيمة، ويستخدمونها في تحديد العلاقات الاجتماعية والمحافظة عليها، وتعزيز المكانة الاجتماعية والاقتصادية، والتعبير عن مظاهر الهوية ونقلها، وغيرها. فالمخطوطات تُعدُّ جزءًا من هذا العالم المادي.
وبوصف المخطوطات أحد عناصر الثقافة المادية الإنسانية، فإنها تشهد على أعمال صناعتها، ومدة استخدامها، وتعديلها وإصلاحها برغم الفقدِ والإضافةِ، وحياتها الأخرى بدار الحفظ أو مجموعة المخطوطات. إن فكرة السيرة الذاتية الاجتماعية القابلة للاسترداد لمقتنًى ما حسبما اقترح كل من كوبيتوف وأبادوراي (١٩٨٦) يمكن أن تقدم صياغةً لاستخدام الأدلة المادية التي وصلتنا حول مدة صناعة المخطوطات الإفريقية، أو استخدامها، أو تبادلها، أو الاحتفاظ بها، أو التخلِّي عنها.
ستبحث هذه الورقة البحثية دور متخصصي الصيانة في الحفاظ على التراث المادي باستخدام نموذج “مشروع مخطوطات تمبكتو الثنائي بين جنوب إفريقيا ومالي (٢٠٠٣ – ٢٠٠٩). وكذلك ستدرس الأبحاث التي أُجريت لفهم ظروف الحفظ الصعبة القائمة في تمبكتو، وفَهم طبيعة المخطوطات في غرب إفريقيا من أجل تنفيذ التدخلات الترميميَّة الملائمة. وستبحث الورقة البحثية أيضًا الدور المحتمل لأخصائيِّ الصيانة بوصفه شريكًا في دراسة ثقافة المخطوطات في إفريقيا من جوانبِها المادية بهدف استعادة “قصة الحياة” الاجتماعيَّة للمخطوطات والمجموعات الإفريقية.