كايل وينتر ستونر
كايل وينتر ستونر طالبٌ بدرجة الدكتوراه في لغات وحضارات الشرق الأدنى بجامعة شيكاغو. وتنصَبُّ اهتماماتُه البحثيةُ على تاريخ المكتبات وثقافة الكتاب العربي خلالَ العصرَيْن المملوكي والعثماني. وهو يسعى في أُطروحته لإعادة بناء التاريخ الفكري والاجتماعي والمؤسسي للمكتبة المحمودية، أكبر مكتبة عامة في القاهرة المملوكية. ويتضمَّنُ مشروعه تتبُّعَ المخطوطات التي كانت يومًا ما في حوزة المكتبة، وتتبُّع خط سير هذه الكتب بعدَ أن خرجت من المكتبة. وتشملُ اهتماماتُه البحثية الأخرى التأريخَ لمصر العثمانية باللغتَيْن العربية والتركية العثمانية، بالإضافة إلى التاريخ الفكري للعصر المملوكي. وهو يُجري حاليًّا بحثًا أرشيفيًّا في إسطنبول، وسينتقلُ إلى القاهرة في سبتمبر 2020 لمواصلة بحثه.
ملخص الورقة البحثية: المحمودية: التاريخُ الاجتماعي والفكريُّ لأكبر مكتبة عامة في مصر المملوكية.
كانت مكتبةُ المحمودية، التي شِيدَت في القاهرة عامَ 1395، أكبرَ مكتبة عامة عُرِفت في الإمبراطورية المملوكية. وقد اضطلعت هذه المكتبةُ بدور رئيس في الثقافة الفكرية في القاهرة في القرن الخامس عشر، لتصبحَ موردًا لا غنى عنه لأهم علماء ذلك العصر. ورغم أن المكتبة لم تعُد مؤسسةً عاملةً موجودةً اليومَ، فإن العديدَ من المخطوطات التي كانت موجودةً فيها محفوظةٌ في مستودعات المخطوطات الإسلامية الرئيسة حولَ العالم. وفي ورقتي التي سأشارك بها في المؤتمر، سأُقَدِّمُ النتائجَ التي توصَّلْتُ إليها بعد ستة أشهر من البحث والتحليل لمخطوطات المكتبة المحمودية الموجودة حاليًّا في دور المحفوظات بإسطنبول؛ مثل مكتبة قصر توبكابي سراي، ومكتبة السليمانية، ومكتبة كوبريلي، ومكتبة ميل يازما إسر؛ من خلال تحليل السمات الكوديكولوجية لهذه المخطوطات، بالإضافة إلى القيود التي تركها القُرَّاءُ ومُلَّاكُ المخطوطات على مر القرون، وسأُوَضِّحُ أنواعَ الأشخاص الذين تمكَّنُوا من الوصول إلى المكتبة المحمودية، بالإضافة إلى الطرق المختلفة التي استفاد بها هؤلاء الأشخاصُ من المكتبة، وكيف تفاعلوا مع نصوصها. وسأستخدمُ أيضًا هذه القيودَ لإعادة بناء تاريخ تداول مخطوطات المحمودية، وتتبُّع أصولها قبلَ وصولها إلى المكتبة، وخط سيرها بعدَ أن خرجت من المكتبة، وقبلَ أن تصل أخيرًا إلى أماكنها الحالية في إسطنبول. وستُسَلِّطُ هذه الورقةُ الضوءَ على ممارسات القراءة وثقافة الكتاب في مصر المملوكية، وستكشِفُ كذلك عن معلوماتٍ جديدة حولَ تداول المخطوطات العربية من القاهرة إلى إسطنبول.